( توبة اليقين إلى الشّك )
احْزَنْ؛ فلَيْسَ الحُزْنُ إلاّ عَليْك
فأَنْتَ غُيْرُ الحُزْنِ ماذا لَديْك؟
حُبٌّ؟ أَحُزْنٌ فِيْكَ لا يَنْتَهي؟
حُبٌّ! يَعُودُ الأَمْرُ هذا إليْك
كجَمْرَةٍ لا أنْتَ تَقْوى على
لَهِيْبِها، أَوْ رَمْيِها مِنْ يَديْك
ماذا يُسَمَّى الحُبُّ إنْ كانَ في الـ
ـحالَيْنِ إرهاقاً وجَوْراً عَلَيْك
(***)
ها أَنْتَ؛ مِمّا أَنْتَ تَبْكي كَما
تَبْكي إذا فَكّرتَ في تَرْكِهِ
وإِنْ رَبَطتَ القَلبَ صَبْراً على
فِراقِهِ أَسْرَعتَ في فَكِّهِ
كَمْ ثارَ جُرْحٌ مِنْكَ في وَجْههِ
وعادَ مَرْمِيّاً على شَوْكِهِ
وكَمْ يَقِيناً عَنكَ أَلْقَيْتَهُ
ورُحْتَ تَرْجُو العَفوَ مِنْ شَكِّهِ
(***)
وعُدتَ مَقْهوراً كَئيباً إلى
صَمْتٍ وصَدْرٍ ضُمَّ في ساعِديْك
تَبْكي وتَرْجو مِنْكَ نِسْيانَهُ
مَقَبّلاً دُونَ الرّجا رُكْبتَيك
لِهَجْرِهِ كَمْ جِئتَ مِنْ خُطّةٍ
رَسَمْتها واللّيلَ في راحتَيْك
وكلما أتممتَها رسمَةً
مَحَوتَها بالدّمْعِ مِنْ مُقْلَتَيك
فاحْزنْ فَلَيْسَ الحُزْنُ إلاّ هُنا
واحْزَنْ فَلَيْسَ الحُزْنُ إلاّ علَيْك