ـ عثمان المسوري
أرأيتَ وَزْنِي في القَصِيدِ مُخِلَّا ؟
فالشِّعرُ ما كَسَرَ الغِطَا وأطَلَّا !
أرأيتَني يومَ التَّلاحُمِ هامِشًا؟
أو حينما تثبُ الكرامةُ ظِلَّا !
فالنَّاسُ قد باعوا النفوسَ لمن غدا
بحياتهِ عندَّ الخُطوبِ مُقِلَّا
والعينُ تَبكي لا لِتَغرِقَ كُحلَها..
والحـربُ تزأَرُ..ثمَّ تَقْصِفُ خِلَّا !
والقلبُ قد يَهَبُ الخِيانةَ نَبْضَهُ
ويَشُمُّ في عَبَقِ الأطايبِ غِلَّا !
والنقلُ والعقلُ اللَّذانِ تقدَّسَا
قد يحمدانِ ويشكرانِ مُضِلَّا
أو يصبحانِ عجينةً بيدِ الذي
يُعطِي ؛ فَيُولِي النَّاسُ ما يَتَوَلَّى
فانظُر رَشَادَ الآخرينَ وفهمَهُم
قد كانَ فَهْمُ الأقدمينَ أقَلَّا
وانظُر وجوهَ الخائفينَ تلوَّنت
و”بَلَى” تصيرُ معَ المصالحِ “كَلَّا” !
فلذاكَ كُنْ شَكًّا لعَقلٍ راجحٍ
كالغُصنِ مِن ثُقْلِ الثِّمَـارِ تَدَلَّى
حدِّق إلى مَكنونِ روحِكَ ربَّما
تُهْدَى لِسِرِّكَ ؛ أو تُرِيكَ الحَلَّا
للناسُ مِشْكَاةٌ مُخَبَّأةٌ فمن
يَسْعَى إليها قد تَرَاهُ ؛ لعَلَّا..
ومنِ انطفَى بظلامِ ما يلهو بِهِ
يَجِدِ الزَّمانَ مُغَايرًا ومُمِلَّا
إنَّ التَّحَرُّرَ في الحياةِ لبِاسُهَا
من كلِّ عُريٍ صَابَ فيكَ وزَلَّا