ـ شعر: يحيى الحمادي
أَلَـــمْ يَـخـطُـر لِـجَـوَّالِـكْ
بـأَنّـي غِـبـتُ عَـن بَـالِكْ!
وأَنَّ الــفَـجـرَ لا يَــهـمِـي
سِوى مِن ضَوءِ إِرسالِكْ!
وأَنَّ الـلَّـيلَ فـي صَـدرِي
يُـنَـتِّفُ رِيـشَـهُ الـحـالِكْ!
*****
أَلَـمْ يَـخطُر على بالِ الـ
ـنَّـدى الـمَنثُورِ في شَالِكْ
بـــأَنَّ الـشِّـعـرَ مَـضـفُـورٌ
عــلـى فَـيـرُوزِ شَـلَّالِـكْ!
وأَنَّ الــبَـحـرَ مَــصـلُـوبٌ
عـلـى مِـجـدافِهِ الـهَالِكْ!
*****
أَلَـم يَـخطُر بـبالِ الـعِطرِ
أَنَّــــي بَــعــدَ تِــرحَـالِـكْ
أَصُـــفُّ الـــوَردَ أَشـكـالًا
وأَلــــوَانًـــا لِإِقـــبــالِــكْ!
ومــا مِــن نَـفـحَةٍ تَـبقَى
سِــوى أَنـفـاسِ أَقـوَالِـكْ
*****
أَلَـم يَـخطُر ببالِ الشَّوقِ
أَن يَــسـعَـى لِإِيـصَـالِـكْ!
وأَن يَــرقَــى لِإِطـفـائِـي
بـدَمـعِـي, أَو بـإِشـعالِكْ!
وأَن أَرقَـــى ولَــو يَـومًـا
بـهِ, عَـن حَـظرِ تِجوَالِكْ!
*****
صِـلِي مُضنَاكِ فالهجرانُ
لَــــم يُــخـلَـق لِأَمـثـالِـكْ
أَنــا مــا زِلــتُ مَـهـجُورًا
ومَــسـكـونًـا بــأَطـلالِـكْ
وقـلـبـي لَــم يَــزَل بـابًـا
عــلـى أَصـــدَاءِ مَـوَّالِـكْ
ومــا زالَ الـهَـوَى مِـثلِي
يُـعـانِي طُــولَ إِهـمـالِكْ
*****
إِذا مـــا مَـــرَّ بـــي يَــومٌ
ولَــم أَسـأَلْـهُ عَـن حـالِكْ
ولَـم تَـطرُق يَـدِي قـلبي
ولَـــم يَـخـرُج لِإِدخـالِـكْ
فَـإِنّـي لَم أَعُـد “يَـحيـــا”
لِأَنَّ الــمَـوتَ فــي ذلــكْ