سيَذكرُني التّأريخُ مِن بعد غُربَتي
وبعد ارتحالي عنكمو يا أحبّـتي
وتَنصِفُني الأحزانُ مِن بعد جَورِها
عليَّ ، ومن بعد الأسى والتـَّعِـلّةِ
وتَعتَذِرُ الأوطانُ لي عن شُرَودِها
بعيداً .. بعيداً .. عن خيَالَاتِنا التـي …
لنا اللّهُ يا هذي البلادُ التي نمَت
بأجفانِنا عُـمـرَاً ، وسالت كَـدمعَةِ
نسيلُ على أوطانِنا يا جِرَاحَنا
وننسابُ بينَ الضّفّتَينِ وغـزَّةِ
ومِن حَولِ صنعاءَ العتيقةِ حزنُـها
عميقٌ ، كما حُزنِ الفُرَاتِ ودجلَـةِ
نُجَرَّحُ مثل الياسمينَ بسُوريا
ونقطرُ منها قَطرةً بعد قطرةِ
إلى الآنَ ما زِلْنا وما زالَ جُرحُنا
وما زال هذا حظّْكِ المُرُّ “أُمّتي”
بديع الزمان السلطان