J كتب :
زيد الطهراوينبهتْ “رنا قباني” الرأي العام البريطاني إلى مأساة “البوسنة” و هي بذلك تكون قد بذلت جهدا عظيما في خدمة القضايا الإسلامية مستغلة كونها أديبة و إعلامية
و قد تأثرت بعمها “نزار قباني” فظهر هذا في أسلوبها البسيط كما أن عمل والدها في السلك الدبلوماسي عمق ثقافتها
كتبت عن قصتها مع “محمود درويش” في ذلك الزواج القصير ، و تكلمت عن حياته كإنسان فقد عرفه الناس شاعرا مناضلا و ربما آن الأوان لأن يعرف الناس أن الشاعر إنسان مثلهم لم ينزل من الفضاء و من حقه أن يعيش كغيره من البشر فيصيب كما يصيبون و يخطئ كما يخطئون .
و لأن الشيء بالشيء يذكر فقد كتبت عن المنظمة الفلسطينية التي كان “درويش” مقربا منها فلم يعجب الكثيرون وصفها المفصل للمنظمة و رئيسها “ياسر عرفات” فتوقفت عن سرد سيرة الشاعر الراحل مكتفية بما مضى .
رنا قباني بعيدة عن الناس كأديبة مؤثرة و ربما يعود هذا لزواجها من الشاعر الكبير فقد كانوا يقولون: ( زوجة محمود درويش ) متناسين أنها واحدة من الأديبات المتميزات .
و أمر آخر هو أنها تقيم في بريطانيا و درست الأدب الإنجليزي و أثر هذا في تجربتها الإبداعية ، فلم تكتب بلغتها العربية التي يتقنها أبناء أمتها بل كتبت باللغة الإنجليزية ، فكان لزاما على من أعجب بأدبها – إذا أراد أن يعرف الناس عليه -أن يترجمه إلى اللغة العربية و هنا تبرز الصعوبة لأن ترجمة الشعر من أصعب الأمور فالمترجم المتمكن يقضي على ثلاثين بالمئة من قيمة النص الفنية ، أما غيره من المترجمين الأقل تمرسا فإنهم يقضون على قيمة النص الفنية كلها فتجده فاقدا لهوية الشعر و الأدب .
“رنا قباني” لم تعرف عربيا كما ينبغي و لكنها عرفت في الأدب الغربي كأديبة مبدعة تكتب بالإنجليزية و كأنها واحدة من أدباء بريطانيا فعرف الغرب قيمتها و انحسر عطاؤها الأدبي عن أبناء أمتها الذين جعلتهم ركنا أساسيا في كتاباتها .