ـ شعر : عبدالإله الشميري
بأوجاعها تغفو كأم حزينة
.
كبير كهذا البحر إن هاج ماؤه
وماج… تمادى كاسرا للسكينة
.
وإن رق للحيران يوما وجدته
كطفل وديع نام تحت السفينة
***
كبير بأوجاعي ومهما تبختروا
وكروا وفروا يا زمان الضغينة…
.
سأمنحهم بحبوحة من غبارهم
وآخذهم باللين لا بالرعونة
.
ليزداد ظلي كلما ازداد قبحهم
وضوحا ويمتد المدى في مرونتي
.
ولن أتحاشاهم إلى حين غرة
لأنسفهم نسف الرياح المبينة
.
لانسفهم نسف الرماد لأنني
خبير بصير بالنفوس اللعينة
***
سأتركهم للوقت والوقت عادل
على لينه نقيتني من خشونتي
.
ولن أخلط الأوراق خوفا إذا الندى
استدار إليهم باحثا عن معونة
.
سيرجع نحوي ضاحكا من غروره
بهم وسيدري أنها في خزينتي
***
.
أنا عالم وحدي مسيح مبشر
بفتح الأقاصي بالدموع الهتونة
.
مسيح تضيء الأرض جيناتي التي
ستصفح عنهم جينة بعد جينة
.
مسيح يضيء الأرض حزنا مفتشا
عن الحب في أرض حنون أمينة
***
كبير بأوجاعي ووحدي مبعثر
أجوب متاهاتي بروح سجينة
.
إذا رابني رأي وللجهل صولة
فعقلي برهاني العظيم وزينتي
.
وإن شوكة لم تدخر لي سوى الأذى
تلوت عليها سيرة الزيزفونة
.
وأغلقت باب المجد عني لو انه
هجين سأغدو عنده كالرهينة
.
وما قيمتي إن حزت مجدا ولم أكن
لدى المجد قلبا للقلوب الثمينة
.
مددت لهم كفي مذ كنت طينة
ونزهت من كل النجاسات طينتي
.
ومازلت أبنيهم وأهجو أصابعي
إذا اندلقوا من حولها كالعجينة