ـ شعر : يحيى الحمادي
يا حَبيبُ أَرتَعِدُ
حين عنكَ أَبتَعِ
كارتِعادِ وَالدةٍ
حين يَغرقُ الولدُ
تَستَفيقُ ذاكِرتي
والشّجونُ تَحتشدُ
والدروبُ تَجهلُ ما
أَبتَغي ولا أَجدُ!
كُلما سُئِلتُ: هُنا؟!
قُلتُ: لستُ أَعتقدُ
قد أَبِيتُ مُرتَحِلًا..
غيرَ أَنني وَتَدُ
رُوحِيَ التي رَحَلَت
مُذ رَحَلتَ أَفتَقِدُ
لا أَكادُ أَعقِلُ ما
ظَلَّ يَفعلُ الجسدُ!
كان لي وأَنتَ هُنا
للهوى فَمٌ ويَدُ
لا تَغِب لِتَتركَنِي
بالشتاتِ أَتَّحِدُ
أَنتَ إِذ تَسِيرُ معي
كُلُّ خطوةٍ بَلَدُ
*****
يا حبيبُ أَرهَقَني
شَوقُ أن يُطِلَّ غَدُ
كلما نَضَحتُ له
بالدموعِ يَتَّقِدُ
لا تَعِد بثانيةٍ
فالجُنونُ مُطَّرِدُ
والحياةُ أَقصَرُ مِن
وَعدِكَ الذي تَعِدُ
لا تُصِخ لِحاسِدِنا
إن أَصابَهُ الحسدُ
هل يَعيشُ مُنفردًا
مَن بِقَلبِهِ أَحَدُ!
ليس لِلهوى أَمَدٌ
إنَّ عُمرَهُ الأَبَدُ
إِن يَرِد تَبَاعُدُنا
فالفراقُ لا يَرِدُ
شَوقُنا سَيَجمَعُنا
والقصائدُ الجُدُدُ